الوسواس بالامراض يدمرني ولااسطيع العيش بسببه لانه يدمر حياتي

اغلب الناس تعاني من وساوس بالمرض وخصوصا بتلك الامراض المستعصية العلاج وعالمنا ملئ بها والعياذ بالله وربما يصل الحال الى البعض لايكاد ان يتوقف عن التفكير بمثل هذه الامراض ولايستطيع ممارسة حياته العادية وينتابه مخاوف وشعور من ان مرضا ما قد اصيبه ....طبعا الوسواس مرض خطير ويحرم صاحبه من متعة الحياة وممارسة حياته الطبيعية ويحرمه من مزاولة نشاطه العائلي بشكل صحيح ولكن رب العالمين نور طريقنا بالعلم والطب وعلاج مثل هذه الحالات موجود ونستطيع التخلص منه بشكل قطعي لنحيى حياة طيبة خالية من الوساوس والقلق ...اليكم الاستشارة التالية من احدى الاخوات للاطلاع عليها والاستفاده منها 

السؤال 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا سيدة أبلغ من العمر (28) عاماً, منذ ثلاثة أشهر وأنا أعاني من الخوف والوسواس الشديد من الأمراض, وهذه المخاوف والوساوس أثرت على نفسيتي، وأثرت على حياتي بشكل سيء، فأنا أعاني من ارتجاع المريء، وأعاني من الحرقان منذ خمسة أعوام, وأعاني من قبل ستة شهور, من آلام القفص الصدري، حيث إنني لا أتألم أثناء التنفس، ولكنني حينما أقوم بحمل شيء ثقيل، أشعر بطرقعة عظام الصدر، وتكون في المنطقة التي تتوسط الثديين.

وقبل ثلاثة أشهر من الآن قمت بعصر صدري، فلاحظت نزول سائل قليل جداً, لا أستطيع تمييز لونه من قلته, ولكنه أقرب إلى الشفاف, فقرأت عن سرطان الثدي, فأصابت بالهلع، فذهبت إلى الطبيبة، وقامت بفحص الثدي، وفي ذلك الوقت كانت الدورة متأخرة عن موعدها، بعد الفحص تبين بأن الثدي سليم، وما أعانيه هو احتقان بسيط في غدد الحليب, ثم نزلت الدورة الشهرية، فشعرت بالألم في منطقة الثدي والإبط، واستمر الألم حتى بعد انتهاء الدورة, فذهبت إلى طبيبة أخرى، وبعد الفحص كانت النتائج بأن غدد الحليب محتقنة، فأجريت تحليلاً لهرمون الحليب, وكانت النتيجة (14), تناولت عقار (الدوستنكس), لمدة أسبوعين، ثم ذهبت إلى الطبيبة، وقالت بأن الاحتقان قل كثيراً، ثم توقفت، ولم أقم بإعادة التحليل بعد ذلك, علماً بأنني أشعر بوجود الاحتقان في الثدي، وأشعر بأنه يتمركز في الإبط الأيمن, علماً بأن دورتي غير منتظمة، وقمت مؤخراً باستخدام لاصقات (إيفرا)، التي تمنع الحمل.
أعلم أن استشارتي طويلة، وأعلم بأنها مليئة بالوساوس, ولكنني أعاني كثيراً من الوساوس، وأقرأ عن السرطان وعن معاناة المرضى كثيراً, لدرجة أنني قررت القيام بحملة لمكافحة المرض، من شدة شعوري بأنه يسكن جسمي

ارجوك دكتورة ان تساعديني لكي احيا بشكل سليم 




الاجابة 
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أيتها الفاضلة الكريمة - ولا شك في ذلك، أنت تعانين من قلق المخاوف الوسواسي، ومخاوفك جُلِّها حول الأمراض، ومرض السرطان، وحصل لك ما نسميه بالتأثير الإيحائي، وهذا نقصد به أن الإنسان حين يخاف من مرضٍ معينٍ، يبدأ في تفصيل أعراضه على ذاك الأساس.


إذًاً: الذي تعانين منه هو ليس مرضًا عضويًا حقيقيًا، إنما خوف من مرض عضوي، وحديثك عن السائل الذي خرج من الثدي، والعلاقة بين احتقان الثدي والدورة الشهرية، هذا كله حقيقة وسوسة مرضية، سرطان الثدي منتشر عند النساء، لذا من الطبيعي ما دام لديك تخوفات مرضية سوف تُوسوسين حوله.


أريد أن أوصلك رسالة مهمة جدًّا، وهي: اعرفي أن الإنسان ما يُصيبه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه. هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: الخوف من الأمراض لا يجلب الأمراض ولا يحمي من الأمراض.

النقطة الثالثة: الإنسان يعيش حياة صحيَّة، هذا يُساعد، والحياة الصحية تعني: الحرص على العبادات، النوم المبكر، ممارسة أي تمارين رياضية، الغذاء المتوازن، استغلال الفكر بصورة صحيحة، وتوسيع وتطوير المهارات الاجتماعية، وأن يكون الإنسان نافعًا لنفسه ولغيره، هذا يؤدي إلى إزاحة تامة لفكر المخاوف والوسوسة حول الأمراض.

ونقطة أخرى مهمة جدًّا: أنصحك بأن تذهبي إلى طبيبة المركز الصحي مرة كل ستة أشهر، أي مرتين في السنة، من أجل إجراء فحوصات عامة، وتعزمي مع نفسك ألا تذهبي لأي طبيب آخر، لقد وجد هذا النوع من الترتيب - أي الفحص الدوري -، بأنه يطمئن كثيرًا أصحاب المخاوف المرضية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أحد الأدوية المضادة للخوف المرضي هو عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس )(Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (استالوبرام )(Escitalopram)، وكذلك عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت )(Zoloft)، أو يعرف تجاريًا باسم (لسترال )
(Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين )(Sertraline)، وجد أنه مفيد جدًّا، فتواصلي مع طبيبتك، لتصف لك أحد هذين الدوائيين، أو أي دواء آخر من نفس المجموعة يراه مناسبًا بالنسبة لك.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد

دكتورة رند الخفاجي دكتوراه رعاية اسرة واطفال بورد عربي
شاركه على جوجل بلس

عن Unknown

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق